يتميز المسلمون في جنوب ألمانيا مثلا فى ولاية بافاريا بقدرتهم الشرائية الكبيرة، فهم ينفقون أموالاً طائلة على شراء الأغذية الحلال، ما دفع بكثير من شركات المواد الغذائية الكبيرة في الولاية إلى إنتاج لحوم وأغذية حلال تتفق والشريعة الإسلامية.
ويعيش في ولاية بافاريا قرابة نصف مليون من أصل أربعة ملايين مسلم يعيشون في كل أنحاء ألمانيا، وهم ينفقون نحو خمسة مليارات يورو سنوياً على شراء المواد الغذائية، لاسيما اللحوم المذبوحة على الطريقة الإسلامية. هذا الأمر أنعش بشكل كبير سوق تجارة المواد الغذائية الحلال في ألمانيا بشكل عام وبافاريا بشكل خاص.
فعند الاتجاه إلى حي متاجر الأتراك والعرب في مدينة ميونخ، القريب من محطة القطارات الرئيسية، نجده يعجّ بحركة دؤوبة ونشاط كبير، لاسيما في المطاعم التي تقدم الطعام الحلال.
مَنْ يسأل عشاق الطعام، فسيخبروه أن جنوب غرب ألمانيا يمثل عاصمة الذواقة في ألمانيا. وللبدء في إثبات ذلك، نذكر بعض النقاط: تمتلك المنطقة أكثر من أي ولاية ألمانية أخرى نجوم ميشلان أكثر وتقييمات أفضل من دليلي المطاعم (ميشلان) و(غولت ميلو). ويعتبر الطعام الجيد جزءاً من أسلوب الحياة في هذه الولاية. فبفضل نجوم ميشلان السبعة، لم تعد مجتمعات الغابة السوداء الصغيرة التابعة لبلدية (بايرسبرون) بسرٍ على أحد. وللتعرف على ذلك، فما عليك إلا القيام بجولة في عالم الطهي، تبدأ من مطعم (شلوسبيرغ) لكبير الطهاة (يورغ زاكمان)، الحاصل على نجمة ميشلان، ومن ثم تمر على الفندق الأسطورة (بارايس) (Bareiss) في قرية (ميتلتال)، حيث يوجد مطعم حاصل على ثلاثة نجوم ميشلان مع كبير الطهاة (كلاوس-بيتر لومب)، لتنهي جولتك بعد ذلك في مطعم (شفارتس فالد شتاوبه) في فندق (تاوبه) (Traube) في قرية (تونباخ)، حيث يوجد (هارالد فولفارت) الذي تم تصنيفه كأفضل طاهٍ في ألمانيا، حتى أنه يمد رواد الفضاء بوجبات طعام عالية الجودة لا يوجد أفضل منها في جنوب غرب ألمانيا.